قال مخاطبا قلبه:
اه يا وجع قلبي المضطرب.. أما آن لك أن تسكن؟
أم لا زالت رياح الشام تشعل الأشواق في حجراتك..
وتجعل الدم يغلي في ذلك الجسد الذي انهكه الخمود..
هل تراها نبضاتك تتسارع لسماع الصيحات التي شقت صمت السنوات الثقيلة..
فتزداد الأنفاس سرعة وقوة..
لعل الجسد يدرك ما فاته..
أو ربما رائحة المطر الذي يختلط بالتراب الذي روي بدماء المخلصين هي من تثير أشجانك..
آه يا قلبي الحزين.. ماذا أقول وماذا أفعل..
فقد صار الظلم سلطة في زمن الخانعين..
وصار القتل سهلا في بلاد المسلمين..
وصار الجهاد فتنة عند اتباع السلاطين..
فلماذا لا تلين.. او تستكين.. لعلك تتخلص من أوجاع تلك السنين…
أو انتفض.. تمرد.. حطم أغلالك واحمل هموم هذا الدين…
سكت قلبه.. توقف يفكر.. ثم نبض بقوة..
نبض بقوة.. وتسارعت نبضاته..
حتى شعر صاحبه بحرارة الدماء تحرك أعضاءه الساكنة..
صار بيصر ويسمع.. وانطلق لسانه..
تحركت قدميه من مكان سأم جمودهما..
وانطلق نحو الشمال الذي ايقظ قلبه..
وسار نحو العز الذي نو دربه..
ثم نطق قلبه فقال:
أيا صاحبي السعيد.. وأي حزن يشعر به من عرف درب السعادة..
وأي ذل قد يتراءى لمن ذاق حلاوة “السياحة”..
قد ملكتني زمنا وأقنعتني بالقعود والنياحة..
فصمت مقيدا بأغلال الغفلة والراحة..
أما الآن حق لي أن أفجر مشاعري..
واكتب أشجاني بدمي..
وأرسم صورا جميلة.. لمستقبل جميل..