Posts Tagged ‘المسامحة’

أخطاء لا تغتفر.. أم تغتفر؟!

25/11/2017

 

كل إنسان في هذه الدنيا له زلات وهفوات، فمنها الصغير ومنها الكبير، منها القريب ومنها البعيد، منها من يفعله الإنسان لأنه قرر أن يفعله بمحض إرادته وعزمه، ومنها من فعله بطغوة شهوة أو زوال عقل..

أظن ان تلك هي طبيعة البشر، فلا أحد معصوم من الأخطاء. لو فكر كل انسان منا في ذاته وفتش في خبايا ذاكرته لعد ّ الكثير من الزلات بقصد أو غير قصد، ولو سأل كل واحد منا نفسه بصدق لأقرت أنه كان على خطأ فطبيعة الإنسان مفطورة على الخير.. كل إنسان يميز بين الخير والشر بفطرته، حتى لو لم يكن مسلما، ولو كان مسلما فإن وازع الخير فيه موجود مها ضل عن الطريق.

 

لم أكتب لأخاطب المخطئ، فضميره وقلبه وعقله يخاطبه دوما، ويأنبه على خطأه، وأشعر به كما أشعر بنفسي عندما أخطئ، أنه ينوي دائما أن لا يكرر خطأه وأن يكون إنسانا جديدا بعزيمة أقوى. كتبت لأخاطب من وقع عليه الأذى أو الضرر من ذلك المخطئ، وكثير من أخطائنا تكون في حق غيرنا!

 

نعم كتبت لأخاطبك أنت!  يا من أوذيت بسبب خطأ غيرك، أو بسبب زلة منه أو هفوة. أخاطبك وأعلم أن في قلبك الصغير كثير من الهموم والغموم، بل أكثر من ذلك، فيه الكره والبغض وربما الحقد. بغض النظر عن شكل الظلم أو الأذى الذي وقع عليك.

إذا كنت تعرف أو عرفت أن ذلك الشخص في قلبه محبة صادقة لك، فاعلم انه لم يفعل ما فعله كرها أو بغضا لك، وإنما لسبب آخر لا يتعلق بك،!

إذا جاءك ذلك الشخص معتذرا نادما فلا تكسر قلبه كما كسر قلبك، فهو إنما كسر قلبك بغير قصد ونية، فلا تكسره بقصد ونية!

إذا عاهدك على تصويب دربه وتصحيح خطأه فصدقه وامنحه فرصة أخرى، فقد تكون أنت المخطئ يوما وتتمنى فرصة أخرى!

إن استقامت الأمور بينكم فلا تذكره بأخطائه ولا تنكأ الجروح الغائرة، فالقلب لا يحتمل الكثير من الجروح، وقلب المخطئ أسرع تحطما من قلب المظلوم القوي

 

دائما المظلوم هو الأقوى، والمخطئ ضعيف، فلا تقهر ضعفه بذنبه دائما. .لا تربطه بذنبه فيظل طوال حياته أسيرا له.. حتى يؤمن بأنه دوما مخطئ فلا يدوم لحاله إعتدال أبدا..